نتواصل من جديد، بارقة من الأمل

أصدقائنا الأعزاء،

أقدم لكم نشرة تشالنج – تحدّ الأولى بعد انتظار طويل. بينما نخوض غمار هذه الأيام المتوترة، أودّ بداية أن أتمنى أن تكونوا قد حظيتم بالسلام والصفاء والقدرة على تعزيز الأواصر مع الأحباء خلال شهر رمضان الفضيل وأعياد الفصح، وأكثر من ذلك خلال عيد الفطر.

مثل أي مؤسسة غير ربحية فإننا قد مررنا بفترات تخلّلتها جهود مضنية بالإضافة إلى صعوبات جمّة وتقليصات وتحديات ولكن إيماننا بالشراكات سمح لنا بأن نتغلب على هذه الظروف الصعبة لا سيّما فترة انتشار فايروس كوڤيد 19. قادنا إيمانُنا إلى التواصل مع شركاء جدد والدخول في مرحلة جديدة من النمو منذ عام ونصف العام.

وبينما ننتقل إلى ربيع 2023 وهو فصل التجدّد والنمو، فإننا بدورنا بتشالنج – تحدّ نشهد تطورات رائعة: حيث نقوم حاليًا بإدارة عدة برامج متميّزة والتي سنطلعكم عليها في السطور اللّاحقة. لقد تم الاعتراف بتشالنج – تحدّ «كمؤسسة عامة» من أجل منح الاعفاء الضريبي على التبرعات، بالإضافة إلى أننا بصدد صقل رؤيتنا ومهمتنا واستراتيجياتنا، ونحن في خضم مرحلة تطوير صفحتنا وتوسعة مجلسنا الإداري – في هذه النشرة نقدّم لكم فريقنا الأساسي والمكون من: فيل سوندرز، ودورا بيندر، ودانيلا كيهات، ينضم إلينا تسعة أُمناء يقودون المشاريع والمبادرات الرئيسية ضمن خطة عمل تشالنج – تحدّ الجديدة.

ومع ذلك، فإنه من أجل الاستمرار في نهجنا الجاد، وزيادة تأثيرنا، وتعزيز استقرارنا المالي، فإننا بحاجة إلى مشاركة نشطة من الجميع – يمكن أن تكون هذه المشاركة من خلال الانضمام إلى أنشطتنا أو تقديم الدعم المالي – وسنكون محظوظين وشاكرين بامتنان لدعمكم في كلتا الحالتين.

مع الشكر والبهجة،

ماريو

تحدّ في مواجهة مع الأحداث في البلاد وفي المنطقة

أزمة دستورية مع تظاهرات مجتمعية هائلة، تصعيد أمني ملموس يرافقه إصابات جسدية ونفسية لدى الطرفين، والتدهور المستمر في معايير الأمن الشخصي للمجموعات المضطهدة (العرب، النساء في المجتمع، الخ) وكل هذه تشكل جزءًا وحسب من القضايا الملحّة والتي تؤثر فينا بشدة كل يوم تقريبًا باستمرار منذ بضعة أشهر، مِمّا يُضفي على المستقبل قتامة ويُقلّص الآمال في الأفق. 

وهكذا تتعاظم مسؤوليتنا نحن بسبب كل ما سبق! فدورنا هنا هو أن نصنع ونشجع البدائل. لنوقد شمعة ونضع أيدينا بأدي كل المؤسسات والجمعيات ونشاطاتها التي تلتزم بتحقيق مستقبل أفضل. إن تفرّدَنا ينجم عن حقيقة أننا لا نتصرف من منبع حدسنا فحسب وإنّما نستخدم أدوات ونظريات نهج «تحويل الصراع» لفهم الأبعاد الأكثر عمقًا ولنتصوّر أكثر الأهداف أهمية على المدى الطويل حتى لو كانت تلك الأهداف مُثُلًا عليا على المدى الطويل.

وبهذا فإنه يتّضح لنا بأنه وحتى بدون التقليل من فداحة الأزمة الحالية حول أدوار وسلطات النظام القضائي، حتى مع حصول مساومات، وحتى عندما تهدأ الأنفُس، فإن الأزمة الداخلية الحقيقية لن تمرّ. ففي نهاية المطاف ليست المشكلة القانونية سوى آخر عرض من أعراض مشكلة أعمق أبتلي بها المجتمع الإسرائيلي وتقسّم بسببها لسنوات عديدة. وتجسدت المشكلة سابقًا في شكل «مظاهرات شارع بلفور»، والانفصال عن غزة، ومظاهرة تكاليف المعيشة، واغتيال رابين، واتفاقية أوسلو، وهلم جرا في الأحداث الماضية حتى نصل إلى «سياسة الاستيعاب وبوتقة الانصهار» خلال السنوات الأولى لنشأة الدولة. ولقد تسببت هذه الأزمات القريبة والبعيدة بجروح وعمّقتها على مستوى الجماعات في المجتمع كَكُل أو على مستوى الحكومات المتعاقبة. ونرى في كل تلك الأحداث تناميًا للاستقطاب. 

تحليلًا للديناميكيات الاجتماعية-السياسية في المساحة ما بين البحر والنهر - سواءً داخليًا في المتجمع الإسرائيلي أو في العلاقة بين الإسرائيليين والفلسطينيين – تنقلنا إلى الاستبصار بأنه علينا أن نغيّر النمط النموذجي المهيمن على واقعنا. فبدلًا عن نمط نموذج المنافسة والتفرقة والسعي إلى النصر الأُحادي، والذي إن لم يكن ممكنًا فردع الطرف الآخر، فإننا يتوجب أن نُشجع نمطًا نموذجيًا يقوم على الإصغاء للطرف الآخر، وعلى الشراكة والإيمان بالمسؤولية المشتركة لتحسين أوضاع كل الفئات السكانية بلا استثناء ضمن فسيفسائنا البشرية المتنوعة.

كيف نصنع نمطًا نموذجيًا كهذا؟ بالتركيز على ثلاثة مُثُل مُتفرّدة ولكن مكمّلة لبعضها البعض: أولها عملية تصالح اجتماعي عميقة لترسيخ ديناميات المجتمع المشترك، والتفكير الإبداعي لتحديد العناصر المقبولة من أجل إيجاد عقد اجتماعي-دستوري جديد يضمن لنا جميعًا الحق بالتمثيل السياسي وبالأمان.

نحن نعمل بأكثر من شكل وطريقة في سعينا نحو هذه القِيَم،  فيمكنك التعرف على جزء صغير من برامجنا في هذه النشرة على أن نقوم بتسليط الضوء على برامج أخرى في نشرات قادمة. وكلّنا رجاء بأن تكون هذه النشرة مصدرًا للإلهام ولتقوية الإيمان بإمكانية التغيير رغم الصعوبات والعراقيل وأنه يستحق الاستثمار لنصنع البديل الذي ننشده. مشاركتكم وانخراطكم ودعمكم لنا يُشكّل أهمية قصوى لدينا، وتقديرنا لمساعدتكم لا يعرف الحدود.

الفريق الأساسي

فيل سوندرز

أهلًا بالجميع! أنا فيل سوندرز، الرئيس الجديد لتشالنج – تحدّ. أنا يهوديً بريطاني انتقلت إلى إسرائيل سنة 2005 واستقريت في بلدة تسور هداسا سنة 2013 بقرب الخط الأخضر.

سرعان ما التقيت بفلسطيني مميز اسمه زياد سباتين والذي يقطن في قرية حوسان على الجانب الآخر من الخط الأخضر. لقد أخبرني بأن قريته طورت علاقة اقتصادية متبادلة المنفعة مع الأهالي الحريديين لمستوطنة بيتار إليت المحاذية.

عندما سألني زياد عمّا إذا كانت بلدة تسور هداسا سترغب بالانضمام إلى ذلك النظام الاقتصادي، قلت له بأن المسائل الاقتصادية لن تكون كافية لأنه علينا أن نحسن الوضع الأمني في منطقتنا أيضًا، ولذلك أنشأنا مشروعًا أطلقنا عليه «طريق الأمل والسلام» من أجل صياغة علاقات قوية بين بلدتي تسور هداسا وحوسان في المجالات الاقتصادية والأمنية وتعدد الثقافات.

تعزّز وتوسع مشروعنا في السنوات القليلة اللاحقة مرورًا بشهر مايو 2021 عندما أثبت نموذجنا التعايُشِيّ قدرته على الصمود خلال الحرب وقتها والخروج منها بلا ضرر. واعترافًا بهذا بالنجاح فقد تم مَنحُنا جائزة ڤيكتور ج. چولدبرغ للسلام في الشرق الأوسط.

ويطرح نموذجُنا أيضًا رؤية مستقبليّة حيث يتقاسم الإسرائيليون والفلسطينيون البلاد بأكملها، بالابقاء على ما يُميّزهم كُلًا على حدة، محافظين على خصائصهما التكامليّة. بدأت بالإلتقاء بالعديد من الإسرائيليين والفلسطينيين الذين يؤيّدون حلّا فيدراليًا للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني ومن ضمنهم ماريو شييتمان المدير التنفيذي لتشالنج – تحدّ.

أنشأنا معًا مشروعًا أطلقنا عليه «المنتدى الفيدرالي»، حيث قرّرنا عام 2022 أن نُوحّد قوانا رسميًا بضمّ تشالنج – تحدّ لمؤسسة طريق الأمل والسلام، والمنتدى الفيدرالي، معًا تحت سقف واحد إلى جانب مشاريعهم الأخرى.

دانييلا كيهات

اسمي دانييلا كيهات وأعمل مع تشالينج – تحدّ في مجال جلب التمويل والاستراتيجية. أنا بالأصل مُترجمة ووَسِيطَة ومحامية، وتمحور اهتمامي لسنوات عديدة لا أذكر عددها حول اللّامساواة بين الجنسين لدى جميع الفئات السكانية.

لقد تعرفت على تشالنج – تحدّ وعلى مؤسّسها، ماريو، وميدان تحويل الصراعات منذ ما يزيد قليلًا على ست سنوات. إن العمل القائم ذو أهمية جوهرية ومن شأنه أن يجلب السلام إلى الشرق الأوسط – وأنا أقول ذلك بدون أي استخفاف.

لقد عمل ماريو لسنوات عدة على مدار الساعة ليُعرّف المزيد من الناس إلى النشاط والواقع الذي يحلم به لنا جميعًا، وصادف في طريقه أشخاصًا رائعين مثله يفكرون بنفس الطريقة ويجتهدون لتغيير واقعنا، وبذلك خَطَت تشالنج – تحدّ خطوات جبّارة خلال العامين الماضيين في اتجاه التوسّع والاحتراف المهني في حقل الذي تتخصّص فيه. 

بنينا برنامجًا سنويًا يشتمل على إرسال طلبات التمويل من المؤسسات والهيئات المتنوعة والأفراد وحتى الشركات الخاصة – حشد التمويل بالمفهوم التقليدي، برغم أنني أرى ضرورة إنشاء مصدر دخل ثابت، وإذا استطعنا دمج الاثنين معًا فسيكون ذلك ممتازًا 

بالإضافة إلى ذلك فإنني أتشرف بأن أدعوكم إلى التواصل معي لمساعدتي في إضاءة الطريق خلال هذه الأوقات المظلمة التي تسيطر على واقعنا، وذلك سواء من خلال التطوع في الميدان الذين يناسبك أو من خلال التبرعات – مهما كان حجمها، من خلال هذا الرابط.

سيكون من دواع سروري أن أقابلكم جميعًا في الاجتماعات التي سوف نعقدها في المستقبل. مع أطيب التمنيات بالحرية والسلام خلال العيد.

دورا بيندر

مرحبًا! اسمي دورا بيندر وأنا مديرة التسويق والتواصل في تشالنج – تحدّ. أنا مواطنة إسرائيلية-أمريكية، وُلدت في إسرائيل وانتقلت للعيش في الولايات المتحدة عام 1999 لأمثل إسرائيل في عالم والت ديزني «إيپكوت»، حيث التقيت بزوجي خلال برنامجي وبقيت في الولايات المتحدة 15 عامًا. 

عدت سنة 2015 وقرّرت أن أكون نشطة اجتماعيًا، وفي سنة 2020 قمت بالمشاركة في جولة ينابيع حوسان حيث التقيت بزياد وفيل، عندما عرّفاني على «طريق الأمل والسلام» والمجهودات الرائعة التي يقومان بها في المنطقة. 

وفي عام 2022، انضم طريق الأمل والسلام إلى تشالنج – تحدّ ممّا مكّننا من توحيد نشاطاتنا المتعلقة ببناء السلام.

إن جزءًا من عملي يكمن في العمل على إنشاء وتحديث الموقع الالكتروني وحسابات التواصل الاجتماعي وصنع مواد تسويقية، وأقوم أيضًا بتوجيه عملية تحديث علاماتنا التسويقية وهو أمر مشوق للغاية! 

وجزء آخر من عملي والذي استمتع به هو التشبيك الاجتماعي وتمثيل تشالنج – تحدّ في شتى المناسبات وحضور المؤتمرات الحيوية لنجاحنا، وذلك بأنها تسمح ببناء جسور التواصل وتُعرّف الآخرين على نشاطاتنا، كما تساعدنا على إيجاد شركاء جدد. 

بالإضافة إلى ما سبق، فإنني أشارك أيضًا في مشروع «المنتدى الفيدرالي» والذي يجلب أملًا جديدًا للتغيير ويُلهم التفكير الإبداعي من أجل إيجاد حل للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي. إن مشروعنا هذا متفرّد للغاية إذ أنه يجمع الناس معًا ويربطهم ببعضهم البعض ويبني لنا طريقًا لمستقبل أفضل. أرجو أن تنضموا إلينا لنصنع هذا التغيير معًا. 

تقرير من المشاريع المختارة

طريق الأمل والسلام

طريق الأمل والسلام هو مشروعنا الرئيسي والذي يهدف إلى تعزيز مفهوم المجتمع المشترك بين فئات سكانية تحمل هويات مختلفة والتي تعادي بعضها بعضًا عادة. ويغطي المشروع منطقة البلدة التعددية تسور هداسا داخل الخط الأخضر وقرية حوسان الفلسطينية على الطرف الآخر من الخط الأخضر وأخيرًا مستوطنة بيتار إليت الحريدية.

أنشأ كلّ من زياد سباتين من حوسان وفيل سوندرز من تسور هداسا المشروع سنة 2016، بهدف تحسين العلاقات بين السكان ولصنع مساحة عيش لائقة أكثر باحترام أكبر بين الجميع في المنطقة ولأجل الجميع. وكان المشروع قد استهل سلسلة من التدابير المدمجة لتعزيز الأمن (خصوصًا للقيادة على طريق 375) ولتطوير البعد الاقتصادي (في مجالات التجارة والسياحة إلى الينابيع الطبيعية في القرية على سبيل المثال). ولقد أصبحت هذه المبادرات الركائز الأساسية لبناء علاقات تقوم على الاحترام المتبادل بين الجيران للطرفين على السواء. وشارك في المبادرة رجال الدين والقادة المجتمعيون لصنع المشروعية الاجتماعية المطلوبة. 

بمرور السنوات تمددت المبادرات إلى البلدات القريبة مثل قرية وادي فوكين حيث تم إيجاد حلول مناطقية، مثل منع تصريف المياه العادمة من بيتار إليت وتسور هداسا إلى الحقول.

وطوّر المشروع أيضًا تدابير لزيادة الوعي والاطّلاع على المستوى الثقافي بين السكان، مثل عقد دورة لتعلم اللغة العربية لسكان تسور هداسا بالتعاون مع مؤسسة «بليند.آر».

لقد حقق المشروع نجاحًا، خصوصًا ببدء ظهور مبادرات مستقلة تعمل على ادماج جميع السكان في المنطقة ومن بينهم مجتمع بيتار إليت الحريدي، مثل مشروع «شولينت الشيخ» وهو عبارة عن مبادرة تشاركية ما بين رواد أعمال حريديين والمطعم الفلسطيني The Lonely House.

الوصول إلى المعرفة والخبرات

تعمل تشالنج – تحدّ على نشر المعرفة والأدوات في ميدان تحويل الصراعات بين جمهور الناس، حيث نقدّم هذا الحقل من خلال النقاشات على الانترنت والپودكاست وورشات العمل وجهًا لوجه بين النشطاء سواء الرجال والنساء والباحثين في الميدان. 

سلسلة الپودكاست «ما هي؟» تعرِّف الجمهور إلى عالم تحويل الصراعات ومفهومها وأدواتها مثل «التوسّط»، والعدالة التصحيحية، والعقلية التصالحية. وتتضمن ورشات العمل المباشرة «التواصل اللّاعنفي»، وعقد حوارات مع أولئك الذين يخالفوننا الرأي بشدة، والمساهمة اليَقِظة في حالات الصراع.

بالإضافة إلى ذلك تعقد تشالنج – تحدّ محاضرات وحلقات منزلية حيث يقابل المشاركون فيها فلسطينيين وحريديين وعلمانيين، رجالًا ونساءً، من جميع الفئات السكانية التي تُشكل فسيفساءنا الاجتماعية والتي تسعى إلى إيجاد طرق للعيش معًا وإلى تخفيف حدة التوترات بأساليب جديدة. ونقوم أيضًا باستضافة باحثين في مجالات علم الاجتماع، والثقافة، والتاريخ، والسياسة في المجتمعين الفلسطيني والإسرائيلي. فيوفر التنوع في هذه النشاطات تلاقح الأفكار بين النظرية والتطبيق، ويُغذي جمهور الناس والمشاركين في برامج متنوعة.

المنتدى الفيدرالي

يُنظر إلى الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي على أنه معضلة مستمرّة طويلة الأمد تشوبها نقاط متنوعة من الخلاف، إذ أن الطرفين لا يختلفان على المسائل الأساسية مثل القدس، واللاجئين، والنكبة، والموارد الطبيعية، وإنمّا على مسائل عديدة أخرى. وتسيطر المواقف العدائية وتنمو مع مرور الوقت إلى جانب الأحداث العنيفة، بحيث أن بعض الأطراف الفاعلة في الصراع لا تعترف حتى بالوجود الشرعي للطرف الآخر. وبرغم أن محاولات عديدة لحل الصراع كانت قد جرت، إلّا أنها تبدو جميعًا وكأنها مبنية على نموذج نمط التفريق بين الشعبين لأن ذلك النمط مبني على فرضية أن الشعبين لا يستطيعان العيش معًا، ولا يمكنهما ممارسة حق تقرير المصير، في الوقت نفسه.

 ويستنتج أن التقسيم الجغرافي إلى دولتين قوميتين متجانستين منفصلتين هو المطلوب. وبالرغم من ذلك الاجماع الواسع فإنه لا يوجد حل في الأفق ولا تكاد تكفي محاولات «تصحيح المعادلة» لتصنع شيئًا. 

ما فتئ البحث في عمق العراقيل التي تحول دون تنفيذ خطط السلام باستخدام أدوات «تحويل الصراع» التحليلية واحدًا من مشاريع تشالنج – تحدّ منذ أكثر من عقد من الزمان. فبُعيد تقدمة هذا التحليل في مؤتمر في جامعة هارڤارد سنة 2014، تم تحديد مسألتين أساسيتين لم يتم التطرق إليهما في اقتراحات الحلول: وهذان المسألتان هما الإقرار بالرابط العميق لكلا الشعبين بالبلاد فيما بين البحر والنهر كَكُل، كونها تُشكّل وطننا التاريخي والثقافي والديني، والمسألة الثانية هي خلق اعتراف وتقبّل لكلا الشعبين بالهوية الوطنية للآخر. 

بالتالي، يتعيّن على المعادلة ذات الاحتمالية الأعلى للتطبيق على أرض الواقع أن تسمح وتعترف بوجود العلاقة النوعية لكلا الشعبين على كامل المساحة الجغرافية، ويتعيّن عليها أيضًا الوفاء بحق تقرير المصير القومي لهما على نحو متساوٍ. إن أغلب المقترحات المبنية على نموذج «دولتين لشعبين» ينقصها على الأقل واحد من هذين المعيارين مِمّا يجعل من الصعب تطبيقها على أرض الواقع ويُسهّل مهمّة الأطراف الفاعلة التي تجتهد من أجل إقناع الطرف الآخر بمتابعة ما يفعلونه.

بحثًا عن تلك المعادلة الخلّاقة أطلقت تشالنج – تحدّ مشروع «المنتدى الفيدرالي» سنة 2020، وهو المشروع الذي يضمّ رجالًا ونساء من فلسطين وإسرائيل وجميع أنحاء العالم يجمعهم فكرة أن نقلة نوعية في النموذج النمطي هي ضرورة كخطوة أولى للوصول إلى حل حقيقي وعادل ومستدام للصراع. 

ويدمج المشروع المعرفة المستقاة من النماذج الفيدرالية والكونفدرالية القائمة، في الحاضر والماضي، ويدرس كيفية تطبيق الخصائص الفيدرالية على واقعنا.

دعوة إلى المشاركة والدعم

إن ما قدمناه لكم من برامج وتنمية مؤسساتية في هذه النشرة لهي غيض من فيض من النشاطات التي تجري في تشالنج – تحدّ وحولها. إن دعمكم ومشاركتكم الشخصية حيوية جدًا بالنسبة إلينا لأنه فقط معًا سوف يكون بمقدورنا أن نغيّر الواقع ونبني مستقبلًا أفضل لنا جميعًا.

مع الاعتراف بأن واقعنا صعب وأن المشاعر السائدة تشاؤمية بشكل عام لدى جميع الفئات من طرفي النزاع، وبالتالي لنبني بديلًا ونصنع أملًا جديدًا من المصالحة المستدامة، والانصات المتبادل للأخر، والفهم الأعمق لكل منا، وللوصول إلى الحلول التي من شأنها أن تساعدنا على تجاوز موازين القوى الحالية وتوفّر الانفراجة المطلوبة من قبل الجميع – من أجل ذلك كله – نحن بحاجة إلى دعمك ومشاركتك معنا.  

يمكنكم المشاركة والانضمام بالطرق التالية:

نتقدم لكم بالشكر ونقدّر مساعدتكم لنا.

عطلة سعيدة ولعلّنا ندرك أوقاتًا طيبة يسودها التواصل والاحترام.